ضمن أهداف مشروع حفظ القرآن في الانترنت و هو التعريف بالقرآن الكريم لكل شعوب العالم و إلى أقصى نقطة ممكنة في العالم قررت أن أدخل عالم الحوار المباشر و الفردي. فسهل الله لي و بتوفيق منه الحوار مع الكثير من الناس حول العالم بين 12 سنة إلى 50, بين رجل و امرأة. ووفقني الله أن أجريت على الأقل حوارين ناجحين إن شاء الله. وهذا ملخص أحد الحوارين. أجريت هذا الحوار مع شاب يبلغ من العمر 16 سنة، من لاتفيا و اسمه فلاد.
بعد التحية و الترحيب سألته إن كان بإمكاني أن أرسل له ملفا صوتيا.فلاد: عن ماذا يتكلم؟- (أرسلت إليه سورة من القرآن متبوعة بالترجمة الإنجليزية).فلاد: لا أعرف عن ماذا سنتكلم؟. هل أنت مسلم؟- نعمفلاد: أنا لست مسلما، أنا لا أومن بشيء.- كيف, أريد أن أسألك سؤالا.فلاد: كيف هي الجزائر؟ هل هي جميلة؟- إليك هذا الرابط –أرسلت إليه رابط إحدى الصفحات التي صممتها-, و أنت هل من موقع عن بلادك؟فلاد: -أرسل إليّ رابطا--بلادك جميلة جدا.. و لكن من صنعها؟ فلاد: من عصور سابقة.- أرسلت إليه سورة الإنسان –صوتية- باللغتين إنجليزية و عربية.فلاد: هل تؤمن بالله؟- نعمفلاد: لماذا يجب أن تؤمن بالله أنت لم تره.. أنت لا تعرفه؟- لا بل أعرفهفلاد: أين رأيته؟- يقول علماؤنا أنك تستطيع أن ترى الخالق من خلال مخلوقاته.. أريد أن أسألك: من خلقك.. و أمك.. و من خلق الحيوانات.. و لماذا خُلقت مختلفا عني؟فلاد: والديّ، ثم والداهما..- إذن لنتبع السلسلة: والداك.. ثم والداهما... ثم في النهاية ماذا؟فلاد: ربما نوع من التطور من بعض المخلوقات إلى والديّ...... لا أأأأعرف.ودعته ذلك اليوم و التقينا بعد يومين. و بعد التحية: سألني إن كان لديّ ميكروفون, و عندما أخبرته أنه لا يوجد, و لا يمكن أن أذهب لأحضر واحدا بحجة أنني في العمل فلاد: ماذا تعمل؟- أنا أعمل لمشروع يسمى مكتب الدراسات العلمية- ارسلت إليه الرابط-، إنه بالعربية الآن, و لكن قريبا سندخل فيه الإنجليزية. -ثم أرسلت إليه سورة الإخلاص-.فلاد: أنت عالم؟- لا, اهتمام المشروع هو تعليمي، يحاول تطوير التعليم في الجزائر. –أرسلت إليه سورة الزلزلة, و رابط موقع هارون يحي نظرية التطور-, و تركت له الوقت كيف يتفرج.فلاد: أنا لم أؤمن مرة بنظرية التطور.- أخبرني عن شعورك الآن؟فلاد: أحس بالهدوء.- هل استمعت إلى كل ما أرسلت؟ فلاد: نعم, إنها رائعة. لكن أنا لا أريد أن أدخل في أيّ ديانة. لديّ طريقي الخاص.- و هل تجدها طريقا فيها السعادةفلاد: ليست سعيدة, و لكن لا أريد أن أغيرها... سأكون سعيدا إن وجدت طريقا أفضل, و لكن أخاف أن تكون تلك الطريق أسوأ من الأخرى.-أستطيع أن أضمن لك أن الطريق الأخرى ستكون أفضل من هذه.فلاد: أنا خائف فالكثير من المسلمين من الفدائيين و الانتحاريين.- عليك أن تفرق بين الإسلام و المسلمين.. فالإسلام ديانة و المسلمون من يمثلونه ... و ليسوا دائما يمثلونه بإخلاص، لذا أرجو أن لا تحكم على الإسلام بأتباعه, و لكن احكم عليه بالرسول الذي جاء به.فلاد: نعم فهمت الآن..- عليّ الذهاب الآن. و التقينا في الغد.و دائما بعد التحية، سألته إن كان في الإمكان أن أرسل إليه بعض الأناشيد الإسلامية بالإنجليزية.فلاد: هل يمكن أن تقول لي بعض الحِكم، كيف أتغلب على غضب الناس, حتى لا أتشاجر معهم و لا أؤذيهم؟من خلال حديثه تبين أنه شخص مسالم فلا هو يحب الشجار و لا هو يستطيع أن يتحمل الكلمات النابية.- أتعرف أين الإشكالية؟ إنك لا تؤمن بديانة.. فلو كنت تؤمن بالله فستكون متيقنا أن كل من ظلمك سينال جزاءه يوم القيامة.. يقول الله تعالى: " و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"فلاد: سأحاول أن أطبق ذلك. و عندما يتشاجر اثنان ماذا أفعل لأنهي الشجار.. ماذا يقول الله؟- يقول الله و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما...-إلى نهاية الآية" لاحظ أن كل ما تقدم من خيار إلا و ينتهي بالإصلاح.و بعد الحديث عن مشاكله مع أصدقائه ووالده، فلاد: أنا آسف لأني حكيت لك مشاكلي.- بالعكس أنا أشكرك لأنك فتحت لي قلبي، حتى أقوم بعمل يرضي الله تعالى، غدا في الآخرة.فلاد: الآخرة؟. أنا لا أعرف مثل هذه الكلمات التي تنتمي إلى ثقافتك.- إنه اليوم الذي تذهب فيه لملاقاة الله ليحاسبك عما فعلت من خير أو شر.فلاد: أنا لا أذهب لمثل هذه الأماكن, إن ارتكبت خطأ فإني سأصلحه بنفسي. - أرسلت إليه رابطا للقرآن الكريم بمختلف اللغات العالمية. ثم ودعني. والتقينا في الغد، و بعد التحية..فلاد: لقد كنت في الكنيسة و وضعت شمعة من أجل الله و من أجل السلام في العالم.- الكنيسة؟.. لقد قلت أنك لا تؤمن بأي شيء.فلاد: أنا لا أذهب في العادة، و لكن كل المدرسة ذهبوا. أنا أؤمن بالله.- هل تؤمن بالله؟فلاد: نعم.. ربما.- لا..يجب أن تكون متأكدا.فلاد: لست متأكدا، و لكن مؤمن.- و لماذا لست متأكدا؟فلاد: لا أعرفه جيدا..بل لا أعرفه.- تريد أن تعرفه؟فلاد: سيكون رائعا، لو كلما التقينا أن ترسل إليّ بعضا من حكمه –آيات من القرآن-, و هكذا حتى أعرفه جيدا.- إن شاء الله. أرسل لك هذا الملف للدكتور محمد (حدد غايتك)، اقرأه بتمعن، و اسألني إذا لم تفهم شيئا.فلاد: ما هو الشرك؟- مثل الذين يعبدون الحجارة، مثلا البوذيون.فلاد: عليّ الذهاب الآن.- في أمان الله.فلاد: فليحفظك الله. و في الغد التقينا و بعد التحية.فلاد: كيف حالك و حال مشروعك.- الحمد للهفلاد: هل يمكن أن ترسل لي بعضا من حكم الله؟- ( أرسلت له آيات من سورة لقمان). هل تؤمن بالله.فلاد: نعم، أعتقد ذلك.- إذا آمنت بالله، فستصبح أخي.فلاد: لا أعرف، الناس يموتون من أجل الله. إنهم متطرفون. إنهم يؤمنون بالله فيقتلون أنفسهم.- لقد قلت لك عليك أن تفرق بين الإسلام و المسلمين. فلا تحكم على الإسلام من خلال بعض أتباعه، لأن هناك من يريد أن يدمر الإسلام.فلاد: شكرا على التوضيح. سأعود فيما بعد. – وبعد ساعة عاد-فلاد: لقد عدت، نستطيع أن نتكلم الآن. إني أحبك يا أخي. حدثني عن تقاليدكم..هل يستطيع الرجل أن يقول لرجل آخر أنه يحبه.- يقول الرسول عليه السلام: إذا أحب أحدكم شخصا في الله فليقل له أن يحبه، فإن الله يحبهما. طبعا الحب في الله.فلاد: و ما معنى من أجل الله؟- أي ابتغاء رضا الله. أريد أن أدعوك أخي لكني لا أستطيع، لأنه عليك أن تصبح مسلما.فلاد: أنا مسلما روحا, و لكن عقلا ليس بعد, لأني لم أفهم الإسلام جيدا. أرجو منك أن توضحه لي.- أول شيء عليك أن تعتقد أنه لا إله إلا الله.فلاد: أنا أؤمن بذلك، و لكن أحتاج إلى دليل.- أرسلت إليه رابط أحد المواقع التي تتحدث عن وحدانية الله.فلاد: أنا أؤمن أن إلها واحدا خلقنا. أتعرف قبل أن ألتقي بك كنت في بعض الأحيان أشعر باليأس, و لكن الآن مع الله أصبحت أشعر بالطمأنينة، شكرا لك و شكرا لله الذي جعلني ألتقي بك.- قبل أن أذهب، أريدك أن تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله.فلاد: أنا آسف, أنا لا أعرف محمد، أقول: أشهد أن لا إله إلا الله، و أن .... (كتب إسمي) رسول الله. - محمد حبيبنا رسول الله.فلاد: آسف لا أعرفه، أعرفك أنت، أنت رسولي.. أنا ذاهب لأن آكل الآن..و أدعو الله أن يهبك نوما هنيئا. أنا أحبك.- و أنا أيضا، أدع الله أن يساعدك أكثر.فلاد: أنا لا أدعو لنفسي، و لكن أدعو لغيري..ما رأيك؟- يعلمنا الرسول عليه السلام: من دعا لأخيه المسلم عن ظهر الغيب، واستجيب له فإن له مثل ما سأل لأخيه. و استودعته الله في ذلك اليوم.. على أن الحوار مازال مستمرا و الحمد لله بعد مرور 10 أيام. " اللهم أهدنا و أهد بنا و اجعلنا سببا لمن اهتدى
No comments:
Post a Comment