30 May 2007

حوار مع شاب من لاتفيا

ضمن أهداف مشروع حفظ القرآن في الانترنت و هو التعريف بالقرآن الكريم لكل شعوب العالم و إلى أقصى نقطة ممكنة في العالم قررت أن أدخل عالم الحوار المباشر و الفردي. فسهل الله لي و بتوفيق منه الحوار مع الكثير من الناس حول العالم بين 12 سنة إلى 50, بين رجل و امرأة. ووفقني الله أن أجريت على الأقل حوارين ناجحين إن شاء الله. وهذا ملخص أحد الحوارين. أجريت هذا الحوار مع شاب يبلغ من العمر 16 سنة، من لاتفيا و اسمه فلاد.
بعد التحية و الترحيب سألته إن كان بإمكاني أن أرسل له ملفا صوتيا.فلاد: عن ماذا يتكلم؟- (أرسلت إليه سورة من القرآن متبوعة بالترجمة الإنجليزية).فلاد: لا أعرف عن ماذا سنتكلم؟. هل أنت مسلم؟- نعمفلاد: أنا لست مسلما، أنا لا أومن بشيء.- كيف, أريد أن أسألك سؤالا.فلاد: كيف هي الجزائر؟ هل هي جميلة؟- إليك هذا الرابط –أرسلت إليه رابط إحدى الصفحات التي صممتها-, و أنت هل من موقع عن بلادك؟فلاد: -أرسل إليّ رابطا--بلادك جميلة جدا.. و لكن من صنعها؟ فلاد: من عصور سابقة.- أرسلت إليه سورة الإنسان –صوتية- باللغتين إنجليزية و عربية.فلاد: هل تؤمن بالله؟- نعمفلاد: لماذا يجب أن تؤمن بالله أنت لم تره.. أنت لا تعرفه؟- لا بل أعرفهفلاد: أين رأيته؟- يقول علماؤنا أنك تستطيع أن ترى الخالق من خلال مخلوقاته.. أريد أن أسألك: من خلقك.. و أمك.. و من خلق الحيوانات.. و لماذا خُلقت مختلفا عني؟فلاد: والديّ، ثم والداهما..- إذن لنتبع السلسلة: والداك.. ثم والداهما... ثم في النهاية ماذا؟فلاد: ربما نوع من التطور من بعض المخلوقات إلى والديّ...... لا أأأأعرف.ودعته ذلك اليوم و التقينا بعد يومين. و بعد التحية: سألني إن كان لديّ ميكروفون, و عندما أخبرته أنه لا يوجد, و لا يمكن أن أذهب لأحضر واحدا بحجة أنني في العمل فلاد: ماذا تعمل؟- أنا أعمل لمشروع يسمى مكتب الدراسات العلمية- ارسلت إليه الرابط-، إنه بالعربية الآن, و لكن قريبا سندخل فيه الإنجليزية. -ثم أرسلت إليه سورة الإخلاص-.فلاد: أنت عالم؟- لا, اهتمام المشروع هو تعليمي، يحاول تطوير التعليم في الجزائر. –أرسلت إليه سورة الزلزلة, و رابط موقع هارون يحي نظرية التطور-, و تركت له الوقت كيف يتفرج.فلاد: أنا لم أؤمن مرة بنظرية التطور.- أخبرني عن شعورك الآن؟فلاد: أحس بالهدوء.- هل استمعت إلى كل ما أرسلت؟ فلاد: نعم, إنها رائعة. لكن أنا لا أريد أن أدخل في أيّ ديانة. لديّ طريقي الخاص.- و هل تجدها طريقا فيها السعادةفلاد: ليست سعيدة, و لكن لا أريد أن أغيرها... سأكون سعيدا إن وجدت طريقا أفضل, و لكن أخاف أن تكون تلك الطريق أسوأ من الأخرى.-أستطيع أن أضمن لك أن الطريق الأخرى ستكون أفضل من هذه.فلاد: أنا خائف فالكثير من المسلمين من الفدائيين و الانتحاريين.- عليك أن تفرق بين الإسلام و المسلمين.. فالإسلام ديانة و المسلمون من يمثلونه ... و ليسوا دائما يمثلونه بإخلاص، لذا أرجو أن لا تحكم على الإسلام بأتباعه, و لكن احكم عليه بالرسول الذي جاء به.فلاد: نعم فهمت الآن..- عليّ الذهاب الآن. و التقينا في الغد.و دائما بعد التحية، سألته إن كان في الإمكان أن أرسل إليه بعض الأناشيد الإسلامية بالإنجليزية.فلاد: هل يمكن أن تقول لي بعض الحِكم، كيف أتغلب على غضب الناس, حتى لا أتشاجر معهم و لا أؤذيهم؟من خلال حديثه تبين أنه شخص مسالم فلا هو يحب الشجار و لا هو يستطيع أن يتحمل الكلمات النابية.- أتعرف أين الإشكالية؟ إنك لا تؤمن بديانة.. فلو كنت تؤمن بالله فستكون متيقنا أن كل من ظلمك سينال جزاءه يوم القيامة.. يقول الله تعالى: " و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"فلاد: سأحاول أن أطبق ذلك. و عندما يتشاجر اثنان ماذا أفعل لأنهي الشجار.. ماذا يقول الله؟- يقول الله و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما...-إلى نهاية الآية" لاحظ أن كل ما تقدم من خيار إلا و ينتهي بالإصلاح.و بعد الحديث عن مشاكله مع أصدقائه ووالده، فلاد: أنا آسف لأني حكيت لك مشاكلي.- بالعكس أنا أشكرك لأنك فتحت لي قلبي، حتى أقوم بعمل يرضي الله تعالى، غدا في الآخرة.فلاد: الآخرة؟. أنا لا أعرف مثل هذه الكلمات التي تنتمي إلى ثقافتك.- إنه اليوم الذي تذهب فيه لملاقاة الله ليحاسبك عما فعلت من خير أو شر.فلاد: أنا لا أذهب لمثل هذه الأماكن, إن ارتكبت خطأ فإني سأصلحه بنفسي. - أرسلت إليه رابطا للقرآن الكريم بمختلف اللغات العالمية. ثم ودعني. والتقينا في الغد، و بعد التحية..فلاد: لقد كنت في الكنيسة و وضعت شمعة من أجل الله و من أجل السلام في العالم.- الكنيسة؟.. لقد قلت أنك لا تؤمن بأي شيء.فلاد: أنا لا أذهب في العادة، و لكن كل المدرسة ذهبوا. أنا أؤمن بالله.- هل تؤمن بالله؟فلاد: نعم.. ربما.- لا..يجب أن تكون متأكدا.فلاد: لست متأكدا، و لكن مؤمن.- و لماذا لست متأكدا؟فلاد: لا أعرفه جيدا..بل لا أعرفه.- تريد أن تعرفه؟فلاد: سيكون رائعا، لو كلما التقينا أن ترسل إليّ بعضا من حكمه –آيات من القرآن-, و هكذا حتى أعرفه جيدا.- إن شاء الله. أرسل لك هذا الملف للدكتور محمد (حدد غايتك)، اقرأه بتمعن، و اسألني إذا لم تفهم شيئا.فلاد: ما هو الشرك؟- مثل الذين يعبدون الحجارة، مثلا البوذيون.فلاد: عليّ الذهاب الآن.- في أمان الله.فلاد: فليحفظك الله. و في الغد التقينا و بعد التحية.فلاد: كيف حالك و حال مشروعك.- الحمد للهفلاد: هل يمكن أن ترسل لي بعضا من حكم الله؟- ( أرسلت له آيات من سورة لقمان). هل تؤمن بالله.فلاد: نعم، أعتقد ذلك.- إذا آمنت بالله، فستصبح أخي.فلاد: لا أعرف، الناس يموتون من أجل الله. إنهم متطرفون. إنهم يؤمنون بالله فيقتلون أنفسهم.- لقد قلت لك عليك أن تفرق بين الإسلام و المسلمين. فلا تحكم على الإسلام من خلال بعض أتباعه، لأن هناك من يريد أن يدمر الإسلام.فلاد: شكرا على التوضيح. سأعود فيما بعد. – وبعد ساعة عاد-فلاد: لقد عدت، نستطيع أن نتكلم الآن. إني أحبك يا أخي. حدثني عن تقاليدكم..هل يستطيع الرجل أن يقول لرجل آخر أنه يحبه.- يقول الرسول عليه السلام: إذا أحب أحدكم شخصا في الله فليقل له أن يحبه، فإن الله يحبهما. طبعا الحب في الله.فلاد: و ما معنى من أجل الله؟- أي ابتغاء رضا الله. أريد أن أدعوك أخي لكني لا أستطيع، لأنه عليك أن تصبح مسلما.فلاد: أنا مسلما روحا, و لكن عقلا ليس بعد, لأني لم أفهم الإسلام جيدا. أرجو منك أن توضحه لي.- أول شيء عليك أن تعتقد أنه لا إله إلا الله.فلاد: أنا أؤمن بذلك، و لكن أحتاج إلى دليل.- أرسلت إليه رابط أحد المواقع التي تتحدث عن وحدانية الله.فلاد: أنا أؤمن أن إلها واحدا خلقنا. أتعرف قبل أن ألتقي بك كنت في بعض الأحيان أشعر باليأس, و لكن الآن مع الله أصبحت أشعر بالطمأنينة، شكرا لك و شكرا لله الذي جعلني ألتقي بك.- قبل أن أذهب، أريدك أن تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله.فلاد: أنا آسف, أنا لا أعرف محمد، أقول: أشهد أن لا إله إلا الله، و أن .... (كتب إسمي) رسول الله. - محمد حبيبنا رسول الله.فلاد: آسف لا أعرفه، أعرفك أنت، أنت رسولي.. أنا ذاهب لأن آكل الآن..و أدعو الله أن يهبك نوما هنيئا. أنا أحبك.- و أنا أيضا، أدع الله أن يساعدك أكثر.فلاد: أنا لا أدعو لنفسي، و لكن أدعو لغيري..ما رأيك؟- يعلمنا الرسول عليه السلام: من دعا لأخيه المسلم عن ظهر الغيب، واستجيب له فإن له مثل ما سأل لأخيه. و استودعته الله في ذلك اليوم.. على أن الحوار مازال مستمرا و الحمد لله بعد مرور 10 أيام. " اللهم أهدنا و أهد بنا و اجعلنا سببا لمن اهتدى

23 May 2007

اللغة الإنجليزية

إن حركة اللغة الإنجليزية في العالم بدأت بالرحالة الأوائل إلى الأمريكتين وآسيا، وتواصلت في القرن 19 م بالاستعمار في إفريقيا وجنوب المحيط الهادي، ثم خطت خطوة عملاقة عندما تبنت المستعمرات التي تحررت مؤخرا هذه اللغة كلغة رسمية أو شبه رسمية في القرن 20. وتعتبر اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في العالم لأكثر من 60 دولة، وهي متواجدة تقريبا في كل القارات و 3محيطات: الأطلسي، والهندي، والهادي، لذلك يطلق عليها اللغة العالمية أو لغة العالم . وحضورها بهذه القوة في العالم اليوم يعود إلى سببين رئيسين: 1- انتشار القوة البريطانية في القرن 19 م كقوة استعمارية، و 2- ظهور الولايات المتحدة كقوة اقتصادية في القرن 20م، وهذا السبب هو الذي مازال يجعل من الإنجليزية اللغة العالمية.
لماذا اللغة الإنجليزية؟:
إذا كانت اللغة الإنجليزية ليست اللغة الرسمية للكثير من الناس، فلماذا عليهم تعلمها وإعطاؤها هذا القدر من الأهمية؟ هناك سبعة أنواع من الإجابات على هذا السؤال:
سبب تاريخي: بسبب الهيمنة الأمريكية والبريطانية على بعض الدول فيما مضى، لازالت هذه الأخيرة تتخذ الإنجليزية لغة رسمية في تسيير مؤسساتها الداخلية (السياسية، القانونية، الدينية، التعليمية،...)
سبب سياسي: تتخذ بعض الدول في سياستها الداخلية اللغة الإنجليزية كلغة محايدة للاتصال والجمع بين الأقليات المختلفة، وتستعمل أيضا في الإذاعة والتلفزيون والجرائد.
سبب اقتصادي: كما ذكرنا آنفا أن هيمنة الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي جعلها تستقطب الكثير من الدول التي تريد تطوير اقتصادها، وأيضا لأن السياحة وكذا الإعلانات الصناعية والتجارية معظمها باللغة الإنجليزية، وهذا ما جعل الكثير من الدول مجبرة على التعامل باللغة الإنجليزية.
سبب ثقافي: فمعظم المعلومات العلمية و التكنولوجية المتوفرة في العالم، وكذا الأبحاث وخاصة العلمية تتم باللغة الإنجليزية.
سبب ترفيهي: فالإنجليزية تستعمل في الكثير من برامج الكمبيوتر التعليمية والترفيهية وقنوات البث والإرسال.
سبب آخر: هي لغة المنظمات الدولية: الأمم المتحدة، واليونيسكو...الخ، وتستعمل في الخطوط الجوية والبحرية الدولية، وأيضا لغة الخدمات الاستعجالية، ولغة السياحة العالمية.
اعتقاد خاطئ: هناك من الناس من يعتقد أن حالة اللغة الإنجليزية التي وصلت إليها في الوقت الحالي يعود إلى كونها لغة جميلة، سهلة النطق، وقواعدها بسيطة، وأنها تمتلك كلمات أكثر مقارنة باللغات الأخرى، وهذا اعتقاد خاطئ، لأن هذه الأسباب ليس لها أي دخل في مجال المقارنة بين اللغات.
لذلك يمكننا القول أن أهمية اللغة زيادة ونقصانا مرتبط بالأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والدينية، ولا دخل لعلم اللسانيات في هذا".
وهنا أقول: إذا أردنا أن نمكن لدين الله في الأرض فعلينا أن نولي اهتماما باللغة العربية، لأنها لغة القرآن، ومن دونها لن نستطيع أن نستشعر قوة المعاني التي يحتويها، ومن دونها لن تمكن من فهم ما جاء فيه من أحكام، ...الخ.
ترجمة وتصرف: جابر بن محمد ناصر بوحجام
من كتاب: "THE ENGLISH LANGUAGES" ص:106 للمؤلف دافيد كريستال.
www.veecos.net