23 May 2007

اللغة الإنجليزية

إن حركة اللغة الإنجليزية في العالم بدأت بالرحالة الأوائل إلى الأمريكتين وآسيا، وتواصلت في القرن 19 م بالاستعمار في إفريقيا وجنوب المحيط الهادي، ثم خطت خطوة عملاقة عندما تبنت المستعمرات التي تحررت مؤخرا هذه اللغة كلغة رسمية أو شبه رسمية في القرن 20. وتعتبر اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في العالم لأكثر من 60 دولة، وهي متواجدة تقريبا في كل القارات و 3محيطات: الأطلسي، والهندي، والهادي، لذلك يطلق عليها اللغة العالمية أو لغة العالم . وحضورها بهذه القوة في العالم اليوم يعود إلى سببين رئيسين: 1- انتشار القوة البريطانية في القرن 19 م كقوة استعمارية، و 2- ظهور الولايات المتحدة كقوة اقتصادية في القرن 20م، وهذا السبب هو الذي مازال يجعل من الإنجليزية اللغة العالمية.
لماذا اللغة الإنجليزية؟:
إذا كانت اللغة الإنجليزية ليست اللغة الرسمية للكثير من الناس، فلماذا عليهم تعلمها وإعطاؤها هذا القدر من الأهمية؟ هناك سبعة أنواع من الإجابات على هذا السؤال:
سبب تاريخي: بسبب الهيمنة الأمريكية والبريطانية على بعض الدول فيما مضى، لازالت هذه الأخيرة تتخذ الإنجليزية لغة رسمية في تسيير مؤسساتها الداخلية (السياسية، القانونية، الدينية، التعليمية،...)
سبب سياسي: تتخذ بعض الدول في سياستها الداخلية اللغة الإنجليزية كلغة محايدة للاتصال والجمع بين الأقليات المختلفة، وتستعمل أيضا في الإذاعة والتلفزيون والجرائد.
سبب اقتصادي: كما ذكرنا آنفا أن هيمنة الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي جعلها تستقطب الكثير من الدول التي تريد تطوير اقتصادها، وأيضا لأن السياحة وكذا الإعلانات الصناعية والتجارية معظمها باللغة الإنجليزية، وهذا ما جعل الكثير من الدول مجبرة على التعامل باللغة الإنجليزية.
سبب ثقافي: فمعظم المعلومات العلمية و التكنولوجية المتوفرة في العالم، وكذا الأبحاث وخاصة العلمية تتم باللغة الإنجليزية.
سبب ترفيهي: فالإنجليزية تستعمل في الكثير من برامج الكمبيوتر التعليمية والترفيهية وقنوات البث والإرسال.
سبب آخر: هي لغة المنظمات الدولية: الأمم المتحدة، واليونيسكو...الخ، وتستعمل في الخطوط الجوية والبحرية الدولية، وأيضا لغة الخدمات الاستعجالية، ولغة السياحة العالمية.
اعتقاد خاطئ: هناك من الناس من يعتقد أن حالة اللغة الإنجليزية التي وصلت إليها في الوقت الحالي يعود إلى كونها لغة جميلة، سهلة النطق، وقواعدها بسيطة، وأنها تمتلك كلمات أكثر مقارنة باللغات الأخرى، وهذا اعتقاد خاطئ، لأن هذه الأسباب ليس لها أي دخل في مجال المقارنة بين اللغات.
لذلك يمكننا القول أن أهمية اللغة زيادة ونقصانا مرتبط بالأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والدينية، ولا دخل لعلم اللسانيات في هذا".
وهنا أقول: إذا أردنا أن نمكن لدين الله في الأرض فعلينا أن نولي اهتماما باللغة العربية، لأنها لغة القرآن، ومن دونها لن نستطيع أن نستشعر قوة المعاني التي يحتويها، ومن دونها لن تمكن من فهم ما جاء فيه من أحكام، ...الخ.
ترجمة وتصرف: جابر بن محمد ناصر بوحجام
من كتاب: "THE ENGLISH LANGUAGES" ص:106 للمؤلف دافيد كريستال.
www.veecos.net

No comments: